تواصل الفضة ارتفاعها، مدفوعةً بمخاوف جديدة من الحروب التجارية والتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب على الواردات من الألمنيوم والفولاذ.
تجاوزت الفضة مستوى الـ32 دولارًا، ولكن الزخم سرعان ما تلاشى بعد بيانات سوق العمل الأمريكي، حيث جاءت بيانات الوظائف غير الزراعية أقل من المتوقع، لكن نمو الأجور ومعدل البطالة أظهرا أرقامًا قوية.
قد تحصل الفضة على فرصة لاستمرار انتعاشها قبيل البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة مثل مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين، مع استعداد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس.

المصدر: ترايدنج فيو
تعريفات ترامب والطلب الصناعي
قد تدعم التوترات التجارية المتصاعدة، خاصةً تلك التي تشمل الولايات المتحدة والمكسيك والصين، الاتجاه المتصاعد للفضة. حيث دخلت التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على واردات الفولاذ والألمنيوم حيز التنفيذ، مما أدى إلى فرض الصين تعريفات جمركية انتقامية وتحذيرات من الاتحاد الأوروبي باتخاذ تدابير مضادة. ⁽¹⁾
أدت المخاوف المتعلقة بخطط ترامب التعريفية إلى تغطية قصيرة من قبل المستثمرين التكتيكيين، مما تسبب في ارتفاع أسعار الفضة في العقود الآجلة والفورية. وقد خلقت التعريفات الجمركية على المعادن المستوردة حالة من عدم اليقين في السوق، بينما أدى التوقع بفرض تعريفات بنسبة 25% على السلع إلى زيادة النشاط الشرائي. ⁽²⁾
يأتي دعم الفضة على المدى الطويل من تطبيقاتها الصناعية، خاصة في مجالات الطاقة الشمسية والإلكترونيات والتكنولوجيا الطبية.
البيانات المتضاربة من سوق العمل تعقد قرار الفيدرالي
أظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 143 ألف وظيفة، وهو أقل من التوقعات التي كانت تبلغ 170 ألف . ومع ذلك، ارتفع نمو الأجور (شهريًا) بنسبة 0.5% وتراجع معدل البطالة إلى 4%. أضافت بيانات سوق العمل مخاوف من أن ظروف العمل الصارمة قد تحافظ على التضخم مرتفعًا. ⁽³⁾
على الرغم من تباطؤ نمو الوظائف، فإن البيانات القوية حول الأجور تعزز وجهة النظر بأن التضخم لا يزال متأخرًا. مما يعقد عملية صنع القرار في بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث أن التباطؤ في نمو الوظائف عادة ما يبرر خفض أسعار الفائدة، ولكن الأجور المرتفعة تشير إلى أن مخاطر التضخم لا تزال قائمة.⁽⁴⁾
شهادة باول أمام الكونغرس
يتوقع المتداولون والمستثمرون احتمالًا بنسبة 70% لخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو، مع فرصة ضئيلة للتخفيض في مارس. ستبدأ شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول أمام الكونغرس يوم الثلاثاء والأربعاء في الساعة 19:00 (بتوقيت جرينتش+4)، وسيتم مراقبتها عن كثب من قبل المتداولين والمستثمرين. ⁽⁵⁾
إذا أبدى باول قلقًا بشأن تباطؤ النمو أو ظروف الائتمان المتشددة، فقد تزيد الأسواق من توقعاتها لخفض أسعار الفائدة مبكراً، وهو من شأنه أن يدعم الفضة على الأرجح.
ومع ذلك، إذا حافظ باول على نبرة حذرة، فقد تواجه الفضة ضغوطًا مستمرة من ارتفاع عائدات سندات الخزنة الأمريكية وقوة الدولار الأمريكي.
بيانات التضخم والعوامل الرئيسية الأخرى
سيتم إصدار بيانات اقتصادية جديدة هذا الأسبوع. أولاً، سيتم إصدار تقرير مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء الساعة 17:30 (بتوقيت جرينتش +4) مع توقعات بارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (شهريًا) بنسبة 0.3%، وارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين (شهريًا) بنسبة 0.3%، وارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين (سنويًا) بنسبة 2.9%. كما سيتم إصدار بيانات مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس الساعة 17:30 (بتوقيت جرينتش +4) مع توقعات بارتفاعه بنسبة 3.3% (سنويًا). ⁽⁶⁾
إذا أظهرت بيانات التضخم تباطؤًا، قد تسعى الفضة إلى تمديد اتجاهها الصعودي الأخير مع تطور توقعات السوق حول تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة. بالمقابل، إذا استمر التضخم أو حافظ باول على نبرة حذرة بشأن أسعار الفائدة، قد تضغط هذه العوامل على الفضة، بتأثير من تحركات عائدات السندات الأمريكية وقوة الدولار الأمريكي.
إذا استمرت البيانات الاقتصادية والسياسات في تقديم إشارات متضاربة، فقد تشهد الفضة حالة من التماسك بينما تقيّم الأسواق المحفز الرئيسي التالي.