مسار النفط

شهدت أسعار النفط تقلبات في الفترة الأخيرة نتيجة عوامل متعددة، منها قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، التوترات الجيوسياسية، تأخيرات الإنتاج من أعضاء أوبك+، زيادات الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك+، وتراجع الطلب في الصين الذي أدّى إلى انخفاض أسعار النفط.

وفي الآونة الأخيرة حافظت أسعار النفط على استقرارها، حيث تنتظر الأسواق قرارات محتملة من الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وتُقيّم تداعيات العقوبات المتزايدة على روسيا.

يشكّل تباطؤ الاقتصاد الصيني تأثيرًا كبيرًا على الطلب العالمي على النفط. التوقعات تشير إلى نمو طفيف في الطلب على النفط من الصين في عامي 2024و2025، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا عن الأعوام السابقة. يعود هذا التباطؤ جزئيًا إلى الزيادة الكبيرة في تبنّي السيارات الكهربائية، حيث أصبحت تمثل الآن أكثر من نصف مبيعات السيارات في الصين، مما أدى إلى انخفاض استهلاك البنزين.

تثير إمكانية زيادة إنتاج النفط الأمريكي، خاصة في حال عودة إدارة ترامب، قلقًا بين أعضاء أوبك+. إذ قد تؤدي التعديلات المقترحة لتخفيف القيود إلى تعزيز الإنتاج الأمريكي، مما يقلل من حصة أوبك+ في السوق ويعقّد جهودها للحفاظ على استقرار الأسعار. ومع ذلك، يرى الخبراء أن الزيادات الكبيرة في الإنتاج الأمريكي قد لا تتحقق سريعًا بسبب الدراسة الجدوى الاقتصادية للتطبيق الفعلي والجداول الزمنية لتطوير الحقول الجديدة.

اتخذت أوبك+ مؤخراً قرارات استراتيجية بتأجيل خطط زيادة الإنتاج وتمديد تخفيضات الإمدادات حتى عام 2026 لتحقيق الاستقرار في السوق. في أكتوبر، ارتفعت صادرات النفط الخام السعودية إلى أعلى مستوى لها خلال أربعة أشهر عند 5.925 مليون برميل يوميًا، رغم انخفاض طفيف في الإنتاج الإجمالي. تهدف هذه التحركات الاستراتيجية إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

يعتمد الوضع الحالي والمستقبلي لسوق النفط العالمي بشكل كبير على تفاعل استراتيجيات إنتاج أوبك+، التغيرات المحتملة في سياسة النفط الأمريكية، والتوجهات الاقتصادية في الصين. ومن أجل التعامل الفعّال مع الديناميكيات المتغيرة للسوق، يجب على المتداولين مراقبة هذه العوامل عن كثب.

التحليل الفني

المصدر: TradingView

استعادت الأسعار الاتجاه الصعودي بعد أن عادت فوق مستوى $69.8 (نقطة المحور) وفوق جميع المتوسطات المتحركة الثلاث.

إذا استمر الزخم الشرائي وتمكنت الأسعار من تجاوز $71، فسيراقب المتداولون منطقة المقاومة حول $72.4. 

في سيناريو هبوطي حيث تفشل الأسعار في الحفاظ على مكاسبها، قد تنخفض إلى ما دون مستوى نقطة المحور، الذي أصبح الآن يمثل دعمًا. وستعتمد حركة الأسعار المستقبلية على ديناميكيات السوق.