أرباح تسلا في الربع الثاني: ربع صعب وسط تراجع المبيعات وتزايد التحديات

بقلم

|

 

من المتوقع أن تعلن شركة تسلا (NASDAQ:TSLA) عن نتائجها المالية للربع الثاني يوم الأربعاء، الموافق ٢٣ يوليو، بعد إغلاق السوق، وسط توقعات بتحقيق أرباح ضعيفة نتيجة ربع مليء بالتحديات. 

تواجه شركة السيارات الكهربائية العملاقة انخفاضًا مزدوج الرقم في الإيرادات وربحية السهم، وذلك نتيجة تباطؤ تبني المركبات الكهربائية، وتراجع المبيعات في الأسواق الرئيسية، واشتداد المنافسة.

وبينما تعاني تسلا من مجموعة سيارات باتت قديمة، بالإضافة إلى الصورة الجدلية لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك، تستعد الشركة للإعلان عن نتائج أرباح مخيبة للآمال.

تقديرات وول ستريت 

  • ربحية السهم (EPS): ٠٫٤٠ دولار للسهم، بانخفاض نسبته ٢٣٪ على أساس سنوي 
  • الإيرادات: ٢٢٫٤ مليار دولار، بانخفاض نسبته ١١٪ على أساس سنوي 

كانت تسلا قد أخفقت في تحقيق التقديرات في آخر مكالمة أرباح، حيث فشلت في مطابقة التوقعات ثلاث مرات من أصل أربعة أرباع سابقة ونجحت مرة واحدة فقط. ⁽١⁾ 

بالإضافة إلى النتائج المالية، يترقب المستثمرون تحديثات حول خدمة الروبوتاكسي، بما في ذلك سرعة التوسع وموعد إزالة المراقبين البشريين من المركبات.

كما ينتظرون معلومات عن النموذج الأرخص من تسلا المتوقع إطلاقه في وقت لاحق من عام ٢٠٢٥، رغم أنه لم يتم الكشف عنه بعد. ويأمل المستثمرون أن يسهم هذا النموذج في تعويض تراجع مبيعات تسلا.

تراجع المبيعات والتحديات 

قامت تسلا بتسليم ٣٨٤٬٠٠٠ مركبة عالميًا خلال الربع الثاني، بانخفاض قدره ١٣٫٥٪ على أساس سنوي، ما يمثل أكبر تراجع في تاريخ الشركة وثاني ربع على التوالي تشهد فيه انخفاضًا في عدد عمليات التسليم. 

ويشمل هذا الرقم ٣٧٣٬٧٢٨ وحدة من طرازي ٣ وY، و١٠٬٣٩٤ وحدة من طرز أخرى، وهو ما يقل عن التقديرات البالغة ٤٢٠٬٠٧٩ وحدة. ⁽٢⁾ 

ويُعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى السوق الأوروبية، حيث انخفضت المبيعات بنسبة ٢٨٪ في مايو. كما تراجعت حصة تسلا السوقية في الصين من ١٠٪ إلى ٥٪ خلال السنوات الخمس الماضية. 

وفي المقابل، أبلغت شركة BYD المنافسة عن مبيعات قدرها ٦٠٦٬٩٩٣ مركبة كهربائية تعمل بالبطارية، بزيادة ٤٢٫٥٪ على أساس سنوي، متفوقة بذلك على تسلا. ⁽٣⁾ 

ورغم استمرار نمو صناعة السيارات الكهربائية، فإن تسلا تتراجع، بسبب قِدم تشكيلتها من المركبات وغياب التحديثات الجديدة. ومن المتوقع أن تنخفض إيرادات السيارات بأكثر من ٦٪ في الربع الثاني.



كما أن إنتاج تسلا تجاوز حجم مبيعاتها، ما يشير إلى تباطؤ الطلب، وهو أمر تفاقم بسبب اشتداد المنافسة ومخاطر السياسات التجارية، وخصوصًا الرسوم الجمركية في الاتحاد الأوروبي والصين. ⁽٤⁾

الضغوط المالية وخسائر الاعتمادات الضريبية 

من المتوقع أن تنخفض إيرادات تسلا في الربع الثاني، إلى جانب ربحية السهم، نتيجة ارتفاع النفقات التشغيلية والرأسمالية، التي تؤثر على أرباح الشركة وتدفقاتها النقدية، في وقت تواصل فيه تسلا الاستثمار في توسعة مصانعها، وإنتاج خلايا البطاريات، وشبكة الشحن السريع، ومبادرات الذكاء الاصطناعي، وتطوير المنتجات.

وقد شكل فقدان الاعتمادات الضريبية الخاصة بالمركبات الكهربائية، نتيجة قانون “الفاتورة الجميلة” الذي أقره الرئيس ترامب، ضربة قوية لتسلا. 

فقد حققت الشركة ٢٫٨ مليار دولار من هذه الاعتمادات خلال عام ٢٠٢٤، وهو ما يمثل ٣٩٪ من صافي دخلها البالغ ٧٫١ مليار دولار. وفقدان هذه الاعتمادات قد يؤثر على أرباح تسلا رغم وجود اتفاقيات اعتمادات متعددة السنوات. ⁽٥⁾ 

الطاقة والتخزين والخدمات 

ما زال قطاع توليد وتخزين الطاقة في تسلا يسجل نتائج إيجابية، حيث تم توفير ٩٫٦ غيغاواط/ساعة من سعة التخزين خلال الربع الثاني. ومن المتوقع أن تبلغ إيرادات هذا القطاع ٣ مليارات دولار، مما يعكس نموًا مستمرًا.

أما إيرادات الخدمات والقطاعات الأخرى، فمن المتوقع أن تصل إلى ٣٫١٥ مليار دولار، بزيادة ٢٠٪ على أساس سنوي. إلا أن هذه القطاعات تمثل نسبة صغيرة من إجمالي إيرادات تسلا، ولا يُتوقع أن تعوض ضعف أداء قطاع السيارات. ⁽٦⁾ 

الروبوتاكسي والقيادة الذاتية الكاملة 

تترقب الأسواق تعليقات الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بشأن خدمة الروبوتاكسي وتكنولوجيا القيادة الذاتية الكاملة (FSD) خلال مكالمة الأرباح. 

كانت تسلا قد أطلقت خدمة روبوتاكسي محدودة في أوستن، تكساس، في ٢٢ يونيو، باستخدام عدد قليل من سيارات موديل Y بتقنية القيادة الذاتية الكاملة دون إشراف بشري. وقد أثارت المخالفات المرورية في الخدمة مخاوف تنظيمية. 

ويُذكر أن المنافسين مثل Waymo وBaidu متقدمون في مجال القيادة الذاتية، مما يجعل طموحات تسلا في هذا المجال متأخرة. ⁽٧⁾ 

صورة عامة جدلية وجدال سياسي 

أثرت الصورة العامة لإيلون ماسك على علامة تسلا التجارية، خصوصًا بعد حملاته السياسية الداعمة لأحزاب يمينية في أوروبا وإطلاق حزبه السياسي الخاص “حزب أمريكا”، ما أدى إلى فقدان ثقة بعض العملاء والمستثمرين.

ويأتي ذلك بعد انسحابه من دعم عملة DOGE الرقمية وصدامه العلني مع الرئيس الأمريكي ترامب.

كما تراجعت المبيعات الأوروبية أيضًا نتيجة لتصريحات ماسك، وأعرب المستثمرون عن قلقهم من أن انشغاله بالسياسة قد يضر بالأعمال الأساسية لتسلا، مما قد يزيد من تقلبات السهم، الذي انخفض بالفعل بنسبة تتراوح بين ١٥٪ و٢٠٪ منذ بداية العام.

التطلعات المستقبلية 

سيُركّز المستثمرون على تعليقات ماسك خلال مكالمة الأرباح، لا سيما فيما يتعلق بالروبوتاكسي، والقيادة الذاتية الكاملة، وجداول المنتجات الجديدة، واستراتيجيات معالجة تراجع الطلب.

وفي ظل اشتداد المنافسة وانشغال ماسك بالسياسة، تقف تسلا عند نقطة تحول حاسمة. وينبغي على المستثمرين التعامل مع هذا التقرير بحذر، والاستعداد لتحديات قريبة الأجل وإمكانية حدوث مزيد من التقلبات في السهم.

المصادر: ⁽١⁾ ⁽٥⁾ ⁽٦⁾ ⁽٧⁾ Yahoo! Finance، ⁽٢⁾ ⁽٣⁾ ⁽⁴⁾ Wall Street Journal 

 

Related articles

انهيار أسواق النحاس بسبب خطوة مفاجئة من ترامب بفرض رسوم جمركية

صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته للنمو العالمي مع تراجع التوترات التجارية

نظرة مسبقة على نتائج آبل وأمازون للربع الثاني

هل تشعر بالإلهام؟

حوّل العناوين العالمية إلى فرص استثمارية مع دامان ماركتس.

مشاركة

هذا ليس نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر، يُرجى التداول بمسؤولية.

المؤلف:

This site is registered on wpml.org as a development site. Switch to a production site key to remove this banner.