en
ضاعف الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع من تشدده في السياسة التجارية، مؤكداً أنه لن تُمنح أي تمديدات إضافية للتعريفات الجمركية المقررة على دول بعينها والتي ستدخل حيز التنفيذ في ١ أغسطس.
في الوقت نفسه، وجّه ترامب صدمة جديدة للأسواق، معلناً عن رسوم جمركية ضخمة بنسبة ٪٥٠ على واردات النحاس وبنسبة مذهلة تبلغ ٪٢٠٠ على واردات الأدوية.
وقد تم الإعلان عن هذه الخطوات خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض في ٨ يوليو، ما أعاد تقلبات الأسواق بفعل الرسوم الجمركية وأثار مخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي.
رسوم جديدة على النحاس
سيعلن الرئيس ترامب عن فرض تعريفة جمركية بنسبة ٥٠٪ على واردات النحاس، وهو معدن يُستخدم على نطاق واسع في السيارات الكهربائية والمعدات العسكرية وشبكات الطاقة والسلع الاستهلاكية.
تستورد الولايات المتحدة ما يقرب من نصف احتياجاتها من النحاس من تشيلي. ⁽١⁾
بعد الإعلان، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس بنسبة ١٣٪، في أكبر مكسب يومي منذ عام ١٩٨٩.
لكن ترامب لم يحدد موعداً محدداً لدخول هذه الرسوم حيّز التنفيذ.
ويأتي تهديده بفرض رسوم على النحاس بعد يوم من تهديده لـ ١٤ شريكاً تجارياً، من ضمنهم اليابان وكوريا الجنوبية، برسوم “انتقامية” تبدأ في ١ أغسطس. ⁽٢⁾
تشديد جديد على شركات الأدوية
كشف الرئيس ترامب أيضاً عن خطط تستهدف شركات تصنيع الأدوية، قائلاً إنه سيمنحها بعض الوقت لنقل عملياتها إلى الولايات المتحدة قبل فرض رسوم جمركية بنسبة ٪٢٠٠ على منتجاتها.
وقد أدى هذا التهديد إلى انخفاض أسهم شركات الأدوية الأمريكية، في ظل قلق الأسواق من تعطّل سلاسل الإمداد الخاصة بالأدوية.
وقد تُضاف هذه الرسوم إلى الرسوم الجمركية الحالية المفروضة على واردات السيارات والفولاذ والألمنيوم. ⁽٣⁾
وكان ترامب قد بدأ بالفعل الضغط على شركات الأدوية، خاصة بعد إعلانه في مايو عن أمر تنفيذي قد يؤدي إلى خفض أسعار الأدوية بنسبة تتراوح بين ٪٣٠ و**٪٨٠** في الولايات المتحدة، في محاولة لجعل أسعار الأدوية الأمريكية مماثلة لتلك المعروضة في دول أخرى بأسعار أقل.
تقدم تجاري متفاوت
وعدت إدارة ترامب بإبرام ٩٠ اتفاقية في ٩٠ يوماً بعد إعلان “يوم التحرير” في أبريل. وحتى الآن، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاقين فقط مع المملكة المتحدة وفيتنام، بينما قال ترامب إن اتفاقاً مع الهند قد يتم قريباً. ⁽٤⁾
كما أشار إلى إحراز تقدم في المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي والصين، لكنه أكد أنه على وشك إرسال “رسالة تعريفة” إلى الاتحاد الأوروبي.
في أول دفعة من رسائل التعريفات، استهدف ترامب اثنين من أقرب الحلفاء الآسيويين للولايات المتحدة، وهما اليابان وكوريا الجنوبية، اللتان تعانيان بالفعل من الرسوم المفروضة على صادرات السيارات والفولاذ. ⁽٥⁾
وقد تؤدي الرسوم الإضافية إلى مزيد من الأضرار لاقتصاديهما المعتمدين على التصدير، خصوصاً مع التباطؤ في النمو. وتشير البيانات إلى أن اليابان تواجه ركوداً فنياً، وقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول في كل من اليابان وكوريا الجنوبية.
بينما تواجه الواردات الكورية الجنوبية إلى الولايات المتحدة رسوماً بنسبة ٪٢٥، وهي النسبة التي تم الإعلان عنها في أبريل، تم رفع النسبة المفروضة على اليابان بنقطة مئوية واحدة لتصل إلى ٪٢٥ كذلك. ⁽٦⁾
أما جنوب أفريقيا فتواجه رسوماً بنسبة ٪٣٠، في حين تم استهداف ١١ دولة أخرى برسوم كبيرة أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة ٪١٠ على منتجات من دول البريكس، بما في ذلك البرازيل والهند، مما زاد من تصاعد التوترات. ⁽٧⁾
إعلانات تجارية قادمة وتأثيرات عالمية
نشر ترامب على منصة “تروث سوشال” في ٨ يوليو أنه سيعلن قريباً عن تدابير تجارية جديدة تشمل ٧ دول على الأقل.
ورغم عدم وضوح التفاصيل حتى الآن، فإن هذه الإعلانات قد توسّع استراتيجيته الجمركية التي يقول إنها تهدف إلى حماية مصالح الولايات المتحدة.
وقال ترامب خلال اجتماع مجلس الوزراء:
“لقد حان الوقت للولايات المتحدة أن تبدأ بجمع المال من الدول التي كانت تسرق منا.” ⁽٨⁾
وقد هزّت سياسات الرسوم الجمركية التي يتبعها ترامب الأسواق العالمية، حيث أضافت قراراته الأخيرة المزيد من الغموض إلى اقتصاد عالمي هشّ بالفعل.
ويشير الارتفاع الحاد في أسعار النحاس والتراجع في أسهم الأدوية إلى مخاوف المستثمرين بشأن اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع التكاليف، مما يزيد من حدة التقلبات في الأسواق.
وباعتبارها أكبر سوق استهلاكية في العالم، فإن الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة قد تكون لها تبعات واسعة النطاق على التجارة الدولية.
